Labels

Saturday 12 April 2014

سيرة المدرسية




استمر حلم طلب العلم الى خارج البلاد يدغدغني , يخبو فترة لكنه لا يغيب , في حين اضحت مسألة التخرج عن المدرسة انتظارا معطلا , وتوالت الايام في انتظار مشوب بالحذر ,

انقضيت شهر ابريل بالمدلك لأمنا الصالحة , لانها مازالت الالم على قلبها رغم ان ابي حول بهجم هذا الالم منذ فترة طويلة , وساومه بالداء والترياق لها , ولا شفاء موجودا في ذلك الحين

ثم تلاحقت ايام ماي وانا لم اتعلم بعد, كيف اواجه ما تبقى من الغاز المصير , وفي اول عهدي بالتلميذ تصورت التقاعد محطة عمرية عابرة , نائية وجوفاء لاتكاد تتميز باي نكهة إحساس او نكهة , اما اليوم فقد تغير الحال ولو اعد اكابد الاحاسيس وهي تنخر كياني فحسب , وانما اضحى الكيان نفسه مستقرا ازاليا لأسئلة غريبة لم تكن في الحسبان خلال عهد الصبيان ,

شهر واحد بيني وبين نهاية المدرسة العالية , ملابس المعهدية بعثتها الى البيت . وكان ابي لطيفا في استئذان الغياب والقول الى شيخنا الكرم نفعان الدماكي . علما بان والداتي مريض قوي بعد خروجها من المستشفى ذز كاريادي السماراني .ومنحني خلال الشهر ماي المتبقى شبه عطلة معهدية . انقطعت فيها عن التعلم باذن ان ابر والدتي مرة مستمرة في كل يوم و ليلة .

ثم دخلنا العشر الاواخر من ماي , وفي 25 لم امر على اذني احاديث جديدة حول النجاح الدراسي . وقررت بان لا اخرج عن البيت حتى يخبرني احد اصدقائي بالرسالة القصيرة عبر الهاتف.
وكلما اقترب اليوم الاخير رادت حالة الطوارئ الداخلية وفكرت بجدية في قضية الجامعة وما حولها , املا ان اذيب بها بعضا من سديم المجهول , لا بد ان ابدأ من الان بشحن النفس والاستعدا السيكولوجي ,


اخطط وابني واهدم . اجول بخيالي في ازفة المدينة . استعرض وجوه المعارف والجيران والانترنيت . متى سادرس ؟ اين سادرس ؟ وينتهي بي الحال الى شرود .

وحتى اوائل يونيو اخبرني صديقي لاذهب الى المدرسة "قدسية " في اصبح وقت . غادرت الفراش قبيل الفجر . صليت الصبح وقرأت القران في غرفتي العليا .وعشت على اخر من الجمر انصرام الدقائق . فانصرفت وذهبت الى مدرستنا الحبيبة "قدسية" يتنازعني عن شعور حائر بين التلكئ والخفة وايضا لاتناول الاعلان الجديد من وزارة التعليم العالي . هل نجحت او لم انجح ؟ . 
وابحث رقم ابوجي ( رقم الخاص للطالب ) عن موقع شبكة العنكبوت حول نجاح الدراسي بالهاتف .
واستقبلني الحارس امام المدرسة وانا واقف كتلميذ صغير الذي لا يدري اين سيدرس واين قسمي. اصبح الامر غريبا كما بدأ . 

وقال لي بدون ابتسام :
" عليك ان تطل ولو بخمس دقائق , ! من انت ؟ وماذا تريد ؟لا يسمح لك بالدخول  "
غضبني بالقول الذي يكرهني . ولم اخف من التنبه بل يشجعني ان يشوشه . وقلت له
" لم لا ؟ هل لست من التلميذ ؟ "

فسمح لي بالدخول الى الادارة . ووجدني استاذي العزيز بفرح . لا اعلم من اين صدر . وعرفت بان الشركة لا تصدر هذه الفرح الا في اول الشهرلموظفها . لكن الظنون يملئني بفكرة سيئة . فتبسم استاذي تبسما خفيفا كاقمر في اول الشهر . واخرج من جيبه الرسالة الصغيرة . فقال لي :
"افتح و ارتاح "
استمر الى الحلقة القادمة......

Comments
0 Comments

0 comments :

Post a Comment